قصه خياليه
صفحة 1 من اصل 1
02012019
قصه خياليه
ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻭﻗﺼﺺ ﻭﻋﺠﺎﺋﺐ ﻭﻏﺮﺍﺋﺐ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻗﺼﻪ ﺭﺍﺋﻌﻪ ﻣﺸﻮﻗﻪ .. ﺧﻴﺎﻟﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻠﻪ ..
ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﻟﻬﺎ ..
ﺣﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ، ﻓﺄﻧﺠﺒﺘﺎ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻳﻦ ، ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ
ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳُﻤﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ : ﻋﻠﻲ
ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻫﻤﺎ ﻭ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﻴﻤﺎ
ﻓﺮﺑﺘﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺑﻴﻪ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻴﻦ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﻌﺪﻝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﻟﺤﻴﻠﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻭﻟﺪﻫﺎ
ﺣﻴﺚ ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ، ﺍﺳﺘﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭ ﻫﻴﺄﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﺑﺮﻩ ﻣﻊ
ﺧﻴﻂ ، ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻬﺬﻳﺎﻥ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺮﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻼ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺭﺃﻯ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺃﻣﻪ ﺗﻬﺬﻱ ﻓﺠﺮﻯ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ
: ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ؟
ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺣﻠﻖ
ﻭ ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺪﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗُﻈﻬﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺮﺑﻴﺒﻬﺎ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺧﺒﺰﺍ ، ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ
ﻟﺮﺑﻴﺒﻬﺎ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﺧﺒﺰﻫﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ،ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻼﻧﻪ
ﻓﻔﻌﻼ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺧﺒﺰ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺃﻣﺎ ﺧﺒﺰ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺩﺍﺀﺗﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ : ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ،ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻷﻭﺿﺢ ﻟﻚ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻟﻨﺎ ، ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻏﺎﺹ ﺧﺒﺰﻙ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺨﺒﺰﻱ ﻃﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻷﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ
ﺇﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻌﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ، ﺳﺄﺭﺣﻞ ﺑﻌﻴﺪﺍ
ﻟﻜﻴﻼ ﺃﺯﻋﺞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﺳﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ، ﻛﻴﻒ
ﺳﺄﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻴﺎﺑﻚ ؟
ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ : ﺳﺄﻏﺮﺱ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ، ﻭ ﺃﺭﺣﻞ ﻓﺈﺫﺍ
ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻭ ﺍﺧﻀﺮﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺑﺨﻴﺮ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﺻﻔﺮﺕ ﻭ
ﺿﻌﻔﺖ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﺳﻴﺌﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻲ
ﻓﺎﺑﺤﺚ ﻋﻨﻲ
ﺟﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﻭﺩﻉ ﺃﺧﺎﻩ ﻭ ﺭﺣﻞ
ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ، ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻛﺎﻥ
ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺸﺐ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻓﻜﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻻ
ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻻﺧﻀﺮ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﺮﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﻏﻨﻤﻪ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ
ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﺁﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻲ ﺍﻵﻥ
ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻳﻜﻤﻞ ﺭﺣﻠﺘﻪ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺟﺪ ﺭﺍﻋﻲ ﺑﻘﺮ ﻳﺮﻋﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻋﺸﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ
ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻴﺎﻧﻊ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﺎﻧﻊ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻭﺣﺶ
ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺫﻫﺐ ﻭ ﺍﺭﻋﻰ ﺑﻘﺮﻙ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﺮﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ ﺑﺒﻘﺮﺓ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ
ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻲ
ﺍﻵﻥ ، ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﻭﺍﺻﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﺟﺪ ﺭﺍﻋﻲ ﺇﺑﻞ ﻳﺮﻋﻰ ﺇﺑﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ
ﻋﺸﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻷﺳﺪ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﻭ ﻻ ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺪ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻭ ﺍﺭﻋﻰ ﺇﺑﻠﻚ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺮﺡ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻨﺎﻗﺔ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﻞ ﺇﻟﻰ
ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﺗﺎﺑﻊ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ، ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻭﺟﺪ ﺑﺌﺮﺍ ﻓﺎﺗﻜﺄ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺮﺗﺎﺡ
ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻜﺄ ، ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀ
ﻓﻨﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻔﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺗﺒﻜﻲ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻓﻌﻰ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻤﻞﺀ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻁ ، ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻀﺤﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻭﺟﺒﺔ ﻃﻌﺎﻡ ﻟﻸﻓﻌﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘﺢ
ﻟﻨﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺇﻻ ﻓﻠﻦ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺩﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻵﻥ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ؟؟ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻨﻬﺎ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ
ﻗﺎﻝ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﻌﺪ ﻷﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺑﻌﺪ
ﺍﺗﻜﺄ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺇﺫﺍ ﻻﺣﻈﺘﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻏﻔﻮﺕ ﻭ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻓﺄﻳﻘﻈﻴﻨﻲ ﻷﻗﺘﻠﻬﺎ
ﻏﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﺳﺘﻐﻔﻠﺘﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭ ﻧﺰﻋﺖ ﺷﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻹﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﺫﻫﺒﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺼﻌﺪ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺒﺘﻬﺎ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ، ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺒﻜﻲ ، ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ ﻭ
ﺳﺄﻟﻬﺎ : ﻟﻤﺎ ﺗﺒﻜﻴﻦ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﺼﻌﺪ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻈﻴﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ، ﻛﺪﻧﺎ ﻧﻜﻮﻥ
ﻭﺟﺒﺔ ﻟﻸﻓﻌﻰ ﻧﺤﻦ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ
ﺍﺑﻘﻲ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻲ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ
ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺃﺳﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺳﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺃﺳﺎ ﺁﺧﺮ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻻﻓﻌﻰ : ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﺗﺨﻠﺺ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻭ ﻧﺠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﺭﻓﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻧﺠﺎﺗﻬﺎ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻻﻟﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ : ﻻ ، ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﻻً ،
ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﺿﺤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻦ ﻭ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻟﻠﻪ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ؟؟؟ ﻻ ، ﻻ
ﻧﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ
ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﻻً ، ﺭﻓﺾ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻟﻴﻘﺘﻞ
ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺩﺍﻓﻌﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻻ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ، ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻷﺷﺮﺡ
ﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ
ﻗﺼﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﺪﺃ ، ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺨﺒﺮ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻟﻴﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ
ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﺍ ﻋﻠﻲ
ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺭﺣﻞ
ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﻗﺼﺮﻩ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ
ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻠﺺ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ
ﻟﻴﺰﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﺗﺠﻤﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ : ﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ،
ﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ
ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻋﻮﺍ ﻋﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ
ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺷﻌﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺎﺭﻧﻬﺎ
ﻣﻊ ﺷﻌﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻪ
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺣﻀﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﺩﻣﻪ : ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻳﻮﺟﺪ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﻭ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﺴﻮﻻ ﻭ ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﻴﺄﺗﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻤﻠﺔ ﺣﺘﻰ ، ﻓﻠﻢ ﻧﺮﺩ
ﺇﺣﻀﺎﺭﻩ
ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﻀﺮﻭﻩ ،ﻫﻴﺎ ، ﺃﺣﻀﺮﻭﻩ ﻓﻮﺭﺍً
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻉ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ
ﻓﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻧﺰﻉ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭ ﻗﺎﺭﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﻮﺯﺗﻬﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ
ﻣﻊ ﺷﻌﺮ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ، ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻓﻮﺍﻓﻖ
ﻭ ﺗﻢ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺯﻓﺎﻓﺎً ﻣﺒﻬﺮﺍ ﺣﻀﺮﻩ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭ ﻛﺒﺮﺍﺀﻫﺎ
ﻋﺎﺵ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺎ ﺃﻭﻻﺩﺍً ﺃﻣﺎ
ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻹﺧﻀﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻝ ﺃﺧﻴﻪ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺼﻴﺪ ،ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ
ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ؟ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ : ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺼﻴﺪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺇﺫﻥ ﺗﻌﺎﻝ ﻣﻌﻲ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺬﺭﻙ ، ﺍﺣﺬﺭ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ
ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﻴﺶ ﻏﻮﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ
ﺳﻜﺖ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻭ ﻷﻧﻪ ﺷﺠﺎﻉ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ، ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻭ ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺣﺎﺭﺍً : ﺃﻫﻼ
ﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻲ ، ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ، ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ،
ﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺗﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﺃﺭﺑﻄﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﺨﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﻫﻲ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ، ﻓﺎﺑﺘﻠﻌﺖ ﻋﻠﻲ
ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺍﺻﻔﺮﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭ ﻻﺣﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺥ ﺫﻟﻚ ﻓﻮﺭﺍ
ﻓﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ
ﺟﻤﻊ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻖ
ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺥ ، ﻭ ﺳﻠﻚ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﻴﻪ
ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ
ﻫﻨﺎﻙ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﻠﺼﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ : ﻳﺎ ﻋﻠﻲ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺮﻓﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﺘﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﺻﺒﺢ
ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻭ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻟﻘﺪ ﻣﺮ ﺃﺧﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻭ ﻣﻀﻰ
ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻧﺎﺩﺍﻩ :
ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﺘﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺠﻮﻝ ﻭ ﻫﻲ ﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺨﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
، ﻭﻣﻀﻰ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ :
ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ، ﻧﺎﻗﺘﻚ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ، ﺧﺬﻫﺎ
ﻣﻌﻚ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻭ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﺭﺃﻩ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻔﺮﺣﻮﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ
ﻟﻴﺨﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ ، ﻓﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻮ
ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﺧﻮﻩ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻭ ﺃﻧﻪ ﺣﺬﺭﻩ
ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ
ﻣﻜﺮﻭﻩ ، ﻓﻘﺮﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ
ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺭﻓﻘﺔ ﻛﻠﺒﻪ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺭﺃﺗﻪ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺭﺣﺒﺖ ﺑﻪ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻂ
ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﻭ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻂ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻓﺮﺑﻄﻪ ﺑﻌﺸﺒﺔ
ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﺳﻲﺀ
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺃﺧﻴﻪ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻬﺎ
ﻧﻔﺬ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻓﻘﺄ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ
ﻓﻀﺮﺑﻬﺎ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺤﺎﻓﺮﻩ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ
ﺗﺨﻠﺺ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﺪﺃ ﻓﻮﺭﺍ ﺑﺸﻖ ﺑﻄﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻭﺟﺪ ﺃﺧﺎﻩ ﺣﻴﺎ
، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺤﻤﻼ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼ
ﻓﺘﻮﻓﻴﺎ
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻭ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻭ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ
ﺑﺪﺃ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺧﻴﻪ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭ ﻳﻐﺬﻳﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﻟﻤﺎ ﻣﻌﺎﻓﺎ ﻭ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ
ﺃﻭﻻﺩﻩ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩﺍ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭ ﺩﺧﻼ ﺍﻟﻘﺼﺮ ، ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻭ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﻢ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮﻑ
ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻴﺪﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ : ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ،
ﻭ ﺍﺩﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺤﻤﻠﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ
ﻭ ﺗﻈﺎﻫﺮﻱ ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻚ
، ﻫﻨﺎ ﺿﻌﻲ ﻟﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺪﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ
ﻧﻔﺬﺕ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﻧﺠﺤﺖ
ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻳﺮﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﻳﻬﻢ
ﺣﻀﺮ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﺴﻔﺮ، ﺣﻴﺚo ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻣﺘﺎﻋﻬﻢ ﻭ
ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭ ﻗﻄﻌﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﻯ ﻟﻌﻠﻲ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻫﺎ ﻫﻮ
ﺍﻵﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﻧﺠﺒﺘﻬﺎ
ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﺄﺧﺬ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﺍﻩ
ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﻧﺠﺒﺘﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ
ﺛﻢ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻲ ﻏﻨﻴﺎ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭ
ﻋﺎﺷﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﺍﻧﺘﻬﺖ
ﻗﺼﻪ ﺭﺍﺋﻌﻪ ﻣﺸﻮﻗﻪ .. ﺧﻴﺎﻟﻴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻠﻪ ..
ﻭﺍﻋﺘﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﻟﻬﺎ ..
ﺣﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ، ﻓﺄﻧﺠﺒﺘﺎ ﻟﻪ ﻭﻟﺪﻳﻦ ، ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ
ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﻮﺃﻣﺎﻥ ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺳُﻤﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ : ﻋﻠﻲ
ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻫﻤﺎ ﻭ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺘﻴﻪ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﻴﻤﺎ
ﻓﺮﺑﺘﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺑﻴﻪ
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﻴﻦ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﻟﻠﻌﺪﻝ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﻟﺤﻴﻠﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻭﻟﺪﻫﺎ
ﺣﻴﺚ ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ، ﺍﺳﺘﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭ ﻫﻴﺄﺕ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺍﺑﺮﻩ ﻣﻊ
ﺧﻴﻂ ، ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻬﺬﻳﺎﻥ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺮﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﻢ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻼ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺭﺃﻯ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺃﻣﻪ ﺗﻬﺬﻱ ﻓﺠﺮﻯ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ
: ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ؟ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ؟
ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺣﻠﻖ
ﻭ ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺪﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺪﺃﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗُﻈﻬﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺮﺑﻴﺒﻬﺎ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺧﺒﺰﺍ ، ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺮﺩﻱﺀ
ﻟﺮﺑﻴﺒﻬﺎ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻳﺄﻛﻼﻥ ﺧﺒﺰﻫﻤﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ،ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ
ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻛﻼﻧﻪ
ﻓﻔﻌﻼ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺧﺒﺰ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺃﻣﺎ ﺧﺒﺰ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﺩﺍﺀﺗﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ : ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ،ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻷﻭﺿﺢ ﻟﻚ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ ﻟﻨﺎ ، ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻏﺎﺹ ﺧﺒﺰﻙ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺨﺒﺰﻱ ﻃﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻷﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ
ﺇﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻌﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ، ﺳﺄﺭﺣﻞ ﺑﻌﻴﺪﺍ
ﻟﻜﻴﻼ ﺃﺯﻋﺞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻚ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﺳﺘﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ، ﻛﻴﻒ
ﺳﺄﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻴﺎﺑﻚ ؟
ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﺃﺧﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ : ﺳﺄﻏﺮﺱ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ، ﻭ ﺃﺭﺣﻞ ﻓﺈﺫﺍ
ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻭ ﺍﺧﻀﺮﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺑﺨﻴﺮ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﺻﻔﺮﺕ ﻭ
ﺿﻌﻔﺖ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﺳﻴﺌﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻌﻲ
ﻓﺎﺑﺤﺚ ﻋﻨﻲ
ﺟﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﻭﺩﻉ ﺃﺧﺎﻩ ﻭ ﺭﺣﻞ
ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ، ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻛﺎﻥ
ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺸﺐ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﻓﻜﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻻ
ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻻﺧﻀﺮ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﺮﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﺎﺓ ﻣﻦ ﻏﻨﻤﻪ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ
ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﺁﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻲ ﺍﻵﻥ
ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻳﻜﻤﻞ ﺭﺣﻠﺘﻪ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺟﺪ ﺭﺍﻋﻲ ﺑﻘﺮ ﻳﺮﻋﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ ﻋﺸﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ
ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻴﺎﻧﻊ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﺎﻧﻊ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻭﺣﺶ
ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺫﻫﺐ ﻭ ﺍﺭﻋﻰ ﺑﻘﺮﻙ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﺮﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ ﺑﺒﻘﺮﺓ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ
ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻲ
ﺍﻵﻥ ، ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﻭﺍﺻﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ ، ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﺟﺪ ﺭﺍﻋﻲ ﺇﺑﻞ ﻳﺮﻋﻰ ﺇﺑﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻻ
ﻋﺸﺐ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﺸﺐ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﻷﺳﺪ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﻭ ﻻ ﻳﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺪ ؟؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﻫﻮ ﻫﻨﺎﻙ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻭ ﺍﺭﻋﻰ ﺇﺑﻠﻚ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﺮﺡ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻨﺎﻗﺔ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﺒﻞ ﻫﺪﻳﺘﻚ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻹﺑﻞ ﺇﻟﻰ
ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
ﺗﺎﺑﻊ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ، ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻭﺟﺪ ﺑﺌﺮﺍ ﻓﺎﺗﻜﺄ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺮﺗﺎﺡ
ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﻜﺄ ، ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀ
ﻓﻨﻈﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻔﺘﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺗﺒﻜﻲ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺇﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻓﻌﻰ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻤﻞﺀ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺇﻻ ﺑﺸﺮﻁ ، ﻭ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﻀﺤﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻭﺟﺒﺔ ﻃﻌﺎﻡ ﻟﻸﻓﻌﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺘﺢ
ﻟﻨﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭ ﺇﻻ ﻓﻠﻦ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺩﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﺒﺌﺮ ﺍﻵﻥ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻟﻴﻨﻪ ؟؟ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻴﻜﻢ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻨﻬﺎ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ
ﻗﺎﻝ : ﻭ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﺼﻌﺪ ﻷﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺑﻌﺪ
ﺍﺗﻜﺄ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺇﺫﺍ ﻻﺣﻈﺘﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻏﻔﻮﺕ ﻭ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻓﺄﻳﻘﻈﻴﻨﻲ ﻷﻗﺘﻠﻬﺎ
ﻏﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﺳﺘﻐﻔﻠﺘﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭ ﻧﺰﻋﺖ ﺷﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻹﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﺫﻫﺒﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺼﻌﺪ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺒﺘﻬﺎ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ، ﺧﺎﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺒﻜﻲ ، ﻓﺎﺳﺘﻴﻘﻆ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ ﻭ
ﺳﺄﻟﻬﺎ : ﻟﻤﺎ ﺗﺒﻜﻴﻦ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺗﺼﻌﺪ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻈﻴﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ، ﻛﺪﻧﺎ ﻧﻜﻮﻥ
ﻭﺟﺒﺔ ﻟﻸﻓﻌﻰ ﻧﺤﻦ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ
ﺍﺑﻘﻲ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺗﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﺃﺧﺬ ﻋﻠﻲ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺭﺅﻭﺱ
ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺃﺳﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺳﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺭﺃﺳﺎ ﺁﺧﺮ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﺄﺻﺎﺑﻪ ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻻﻓﻌﻰ : ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺖ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻭ ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻠﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﺗﺨﻠﺺ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻭ ﻧﺠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﺭﻓﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻧﺠﺎﺗﻬﺎ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺩﻻﻟﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ : ﻻ ، ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﻻً ،
ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﺿﺤﻴﻦ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻦ ﻭ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻟﻠﻪ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ؟؟؟ ﻻ ، ﻻ
ﻧﻘﺒﻞ ﻫﺬﺍ
ﻭ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﻻً ، ﺭﻓﺾ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻟﻴﻘﺘﻞ
ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺩﺍﻓﻌﺖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻻ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ، ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻷﺷﺮﺡ
ﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ
ﻗﺼﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﺪﺃ ، ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺨﺒﺮ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻟﻴﺸﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ
ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﺍ ﻋﻠﻲ
ﻷﻧﻪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺭﺣﻞ
ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻣﺮﺍ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﻗﺼﺮﻩ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ
ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻠﺺ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ
ﻟﻴﺰﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﺗﺠﻤﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ : ﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ،
ﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ
ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻋﻮﺍ ﻋﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ
ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺷﻌﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺎﺭﻧﻬﺎ
ﻣﻊ ﺷﻌﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻪ
ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺣﻀﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺧﺎﺩﻣﻪ : ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ، ﻳﻮﺟﺪ ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﻭ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﺴﻮﻻ ﻭ ﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﻴﺄﺗﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻧﻤﻠﺔ ﺣﺘﻰ ، ﻓﻠﻢ ﻧﺮﺩ
ﺇﺣﻀﺎﺭﻩ
ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺤﻀﺮﻭﻩ ،ﻫﻴﺎ ، ﺃﺣﻀﺮﻭﻩ ﻓﻮﺭﺍً
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻉ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻛﻤﺎ
ﻓﻌﻞ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﻧﺰﻉ ﻋﻠﻲ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﻭ ﻗﺎﺭﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺤﻮﺯﺗﻬﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ
ﻣﻊ ﺷﻌﺮ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ، ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻓﻌﻰ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ ، ﻓﻮﺍﻓﻖ
ﻭ ﺗﻢ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺑﺴﺒﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﺎ
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺯﻓﺎﻓﺎً ﻣﺒﻬﺮﺍ ﺣﻀﺮﻩ ﻛﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭ ﻛﺒﺮﺍﺀﻫﺎ
ﻋﺎﺵ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺃﻧﺠﺒﺎ ﺃﻭﻻﺩﺍً ﺃﻣﺎ
ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻹﺧﻀﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻓﺎﻃﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻝ ﺃﺧﻴﻪ
ﻭ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺼﻴﺪ ،ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ
ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ؟ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ : ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺼﻴﺪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺇﺫﻥ ﺗﻌﺎﻝ ﻣﻌﻲ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺣﺬﺭﻙ ، ﺍﺣﺬﺭ ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ
ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﻴﺶ ﻏﻮﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﻜﻨﻬﺎ
ﺳﻜﺖ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻭ ﻷﻧﻪ ﺷﺠﺎﻉ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ، ﺃﺧﺬﻩ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻭ ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً ﺣﺎﺭﺍً : ﺃﻫﻼ
ﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻲ ، ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ، ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ،
ﺩﻉ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺗﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﺃﺭﺑﻄﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ
ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻓﺨﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﻫﻲ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﻠﻌﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭ ﺩﺧﻠﺖ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ، ﻓﺎﺑﺘﻠﻌﺖ ﻋﻠﻲ
ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺍﺻﻔﺮﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭ ﻻﺣﻆ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺥ ﺫﻟﻚ ﻓﻮﺭﺍ
ﻓﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻪ
ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ
ﺟﻤﻊ ﻣﺘﺎﻋﻪ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻖ
ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺥ ، ﻭ ﺳﻠﻚ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﻴﻪ
ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ
ﻫﻨﺎﻙ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﻠﺼﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ : ﻳﺎ ﻋﻠﻲ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺮﻓﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﺘﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﺻﺒﺢ
ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻭ ﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻟﻘﺪ ﻣﺮ ﺃﺧﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻭ ﻣﻀﻰ
ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﺮﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻭ ﻧﺎﺩﺍﻩ :
ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﻳﺘﻚ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺠﻮﻝ ﻭ ﻫﻲ ﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﺨﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ
، ﻭﻣﻀﻰ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ :
ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺟﻞ ، ﻧﺎﻗﺘﻚ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ، ﺧﺬﻫﺎ
ﻣﻌﻚ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻚ
ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻭ ﻣﻀﻰ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﺎﻩ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﺭﺃﻩ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻔﺮﺣﻮﺍ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ
ﻟﻴﺨﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ ، ﻓﻔﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻮ
ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﺧﻮﻩ
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻠﺼﻴﺪ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﻭ ﺃﻧﻪ ﺣﺬﺭﻩ
ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺣﺼﻞ ﻟﻪ
ﻣﻜﺮﻭﻩ ، ﻓﻘﺮﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺧﻴﻪ
ﺃﺧﺬ ﺳﻼﺣﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺭﻓﻘﺔ ﻛﻠﺒﻪ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﻫﻨﺎﻙ ، ﺭﺃﺗﻪ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻓﻔﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺭﺣﺒﺖ ﺑﻪ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻂ
ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﻭ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻂ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻓﺮﺑﻄﻪ ﺑﻌﺸﺒﺔ
ﻟﻴﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﺳﻲﺀ
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻗﺪ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻛﻠﺒﻪ ﻭ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺃﺧﻴﻪ ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻄﻨﻬﺎ
ﻧﻔﺬ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻭ ﻓﻘﺄ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ
ﻓﻀﺮﺑﻬﺎ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺤﺎﻓﺮﻩ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ
ﺗﺨﻠﺺ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﺪﺃ ﻓﻮﺭﺍ ﺑﺸﻖ ﺑﻄﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻭﺟﺪ ﺃﺧﺎﻩ ﺣﻴﺎ
، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺤﻤﻼ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻃﻮﻳﻼ
ﻓﺘﻮﻓﻴﺎ
ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻭ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻭ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﻮﻋﻲ
ﺑﺪﺃ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺧﻴﻪ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭ ﻳﻐﺬﻳﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺻﺤﺘﻪ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﻟﻤﺎ ﻣﻌﺎﻓﺎ ﻭ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ
ﺃﻭﻻﺩﻩ
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩﺍ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭ ﺩﺧﻼ ﺍﻟﻘﺼﺮ ، ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻭ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﻢ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺼﺮﻑ
ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻴﺪﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ : ﺃﻗﻴﻤﻮﺍ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ،
ﻭ ﺍﺩﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﺤﻤﻠﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ
ﻭ ﺗﻈﺎﻫﺮﻱ ﺑﺄﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻚ
، ﻫﻨﺎ ﺿﻌﻲ ﻟﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺪﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ
ﻧﻔﺬﺕ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭ ﻧﺠﺤﺖ
ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻳﺮﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﻳﻬﻢ
ﺣﻀﺮ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﺴﻔﺮ، ﺣﻴﺚo ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻣﺘﺎﻋﻬﻢ ﻭ
ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﻫﺪﺍﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭ ﻗﻄﻌﺎﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭ ﺍﻧﻄﻠﻘﻮﺍ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﻯ ﻟﻌﻠﻲ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺗﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺩﻋﻬﺎ ﻣﻌﻚ ﻟﺤﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻲ ، ﻫﺎ ﻫﻮ
ﺍﻵﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﻧﺠﺒﺘﻬﺎ
ﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻓﺄﺧﺬ ﻫﺪﻳﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺪﺍﻩ
ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺃﻧﺠﺒﺘﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ
ﺛﻢ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﺍﻟﺸﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺠﺒﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻓﺎﻥ
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻲ ﻏﻨﻴﺎ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭ
ﻋﺎﺷﻮ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ
ﺍﻧﺘﻬﺖ
جابرمهدي- المديرالعام
-
عدد المساهمات : 106
النقاط : 29539
تاريخ التسجيل : 25/06/2015
العمر : 30
الموقع : طالب
بطاقة الشخصية
رقم التلفون: 0114482186
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى